كيف تؤدي المباني المتسربة إلى زيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون – وما الذي يمكنك فعله حيال ذلك
التكلفة الخفية لتسربات المباني
عندما نفكر في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، غالبًا ما ينحصر النقاش في الطاقة المتجددة أو الأجهزة الموفرة للطاقة. لكن هناك عامل صامت يتم تجاهله في كثير من الأحيان: تسربات المباني.
في السعودية، حيث تعمل أنظمة التكييف معظم أيام السنة، فإن الفجوات في الجدران، النوافذ، الأسقف، أو مجاري الهواء تسمح للهواء المبرد بالهروب، مما يجبر أنظمة التكييف على العمل بجهد أكبر واستهلاك المزيد من الكهرباء. وكلما زاد استهلاك الطاقة، زادت كمية ثاني أكسيد الكربون المنبعثة في الغلاف الجوي.
لماذا تسربات الهواء والطاقة تؤثر على البيئة
المبنى المتسرب ليس مجرد مشكلة راحة بل هو مشكلة بيئية أيضًا.
كل كيلوواط-ساعة من الكهرباء المهدرة يزيد من الضغط على محطات الطاقة، والتي لا يزال العديد منها يعتمد على الوقود الأحفوري. النتيجة: انبعاثات غازات دفيئة أعلى وبصمة كربونية أكبر. وحتى التسربات البسيطة، عند تكرارها في آلاف المنازل والمكاتب، قد تُحدث أثرًا بيئيًا هائلًا.
أماكن حدوث التسربات
يمكن أن تحدث التسربات في عدة أجزاء من المبنى:
- مجاري الهواء (Air Ducts): الوصلات المفكوكة أو الثقوب أو الشقوق تسمح بتسرب الهواء البارد إلى أماكن غير مستخدمة.
- النوافذ والأبواب: ضعف العزل يسمح بدخول الهواء الساخن من الخارج وخروج الهواء المبرد.
- الجدران والأسقف: ضعف العزل الحراري يؤدي إلى فقدان مستمر في درجة الحرارة.
- التمديدات الكهربائية والسباكة: الفجوات الصغيرة حول الأنابيب والأسلاك تتراكم بمرور الوقت وتزيد من الفقد.
الرابط بين هدر الطاقة وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون
في السعودية، يتم توليد معظم الكهرباء المستخدمة في التبريد من الوقود الأحفوري. وهذا يعني أن كل كيلوواط إضافي بسبب التسربات يؤدي إلى انبعاثات كربونية يمكن تجنبها.
على سبيل المثال: إغلاق مجاري الهواء فقط يمكن أن يقلل من هدر الطاقة بنسبة تصل إلى 30%، وهو ما ينعكس مباشرة على تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
كيفية معالجة المشكلة
الخبر الجيد أن هناك حلولًا سريعة وفعّالة، منها:
- إغلاق مجاري الهواء باحترافية: باستخدام تقنيات مثل Aeroseal Arabia لتحديد وإغلاق التسربات دون أعمال هدم كبيرة.
- العزل المحكم للنوافذ والأبواب: تركيب أو استبدال الحشوات المطاطية لمنع تسرب الهواء.
- تحسين العزل الحراري: ترقية عزل الجدران والأسقف للحفاظ على درجات الحرارة الداخلية بأقل استهلاك للطاقة.
- الصيانة الدورية: فحص أنظمة التكييف وغلاف المبنى بانتظام لضمان الكفاءة.
دعم أهداف الاستدامة في السعودية
وضعت المملكة أهدافًا طموحة لكفاءة الطاقة ضمن رؤية السعودية 2030.
المالكون الذين يتخذون خطوات لإغلاق التسربات وتحسين كفاءة الطاقة لا يوفرون فقط في تكاليف التشغيل، بل يساهمون أيضًا في الأهداف البيئية الوطنية طويلة المدى.
الأسئلة الشائعة
- كيف تزيد تسربات المباني من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون؟
لأنها تجبر أنظمة التكييف على العمل بجهد أكبر واستهلاك المزيد من الكهرباء، ومع الاعتماد على الوقود الأحفوري، فهذا يعني انبعاثات كربونية أعلى. - ما هي أسرع طريقة لتقليل التسربات في المبنى؟
البدء بمراجعة شاملة لاستهلاك الطاقة لتحديد مناطق الخلل، ثم إغلاق مجاري الهواء، تحسين العزل، وإحكام إغلاق النوافذ والأبواب. - كم يمكن أن أوفر من خلال إغلاق التسربات؟
اعتمادًا على حجم التسربات، يمكن خفض تكاليف التبريد بنسبة تتراوح بين 15% و30%، إضافةً إلى تقليل البصمة الكربونية. - هل يستحق إغلاق مجاري الهواء الاستثمار في السعودية؟
بالتأكيد. نظرًا للطلب المرتفع على التبريد، فإن إغلاق التسربات يحقق عائدًا سريعًا عبر التوفير في التكلفة وتحسين الراحة البيئية.
5. هل يساعد إغلاق التسربات على تحسين الراحة الداخلية؟
نعم. المبنى المحكم يحافظ على درجة حرارة مستقرة، يقلل من تفاوت الحرارة بين الغرف، ويمنع دخول الغبار والملوثات.
